التصنيف
عام
الواقع الافتراضي هو عبارة عن تجربة العيش في واقع غير موجود، وهو واقع مبني باستخدام الحاسب والذي يسمح لك بتجربته ضمن عالم ثلاثي الأبعاد، وللدخول إلى هذا العالم يجب ارتداء نظارات خاصة تدعى نظارات الواقع الافتراضي، والتي تسمح بعرض المشاهد أمامك وتقوم بتتبع حركتك فيه، لنبحر معًا عزيزي القارئ لنتعرف على الواقع الافتراضي حيث بدأ تاريخ هذه التقنية في أواخر الستينات من القرن العشرين، بحيث بدأ مايرون كروجر Myron Krueger (يلقب بأبي الواقعية الافتراضية)، بسبب اختراع أنواع من البيئة الافتراضية التي يتحرك فيها المستخدم، فقد كانت تحت مبدأ (تعال كما أنت) comes as you are.كما يمكن تعريفه بشكل مبسط بأنه تجسيد تخيلي بوسائل تكنولوجية متطورة للواقع الحقيقي، لكنه ليس حقيقيًا بحيث يعطينا إمكانيات لا نهائية للضوء والامتداد والصوت والإحساس والرؤيا واضطراب المشاعر كما لو أننا في الواقع الفيزيائي الطبيعي، فمثلًا يمكنك أن تدخل لعالم الحياة الثانية و تعيش بشخصك لكن ليس بوجودك الفيزيائي فتذهب لمركز تعليمي أو مسجد أو مدرسة أو جامعة أو مدينة ترفيهية، كما توفر البيئات الافتراضية على الإنترنت الإمكانية للطلاب للوصول إلى معلومات وبيانات معلميهم والاتصال بالخبراء في جميع أنحاء العالم، أما بالنسبة لعالم الحياة الثانية فهو أرض خصبة جدًا للتطبيقات التعليمية، فبعض الباحثين استفادوا من هذه البيئة بخلق شخصيات بأسمائهم الحقيقية، و القيام بالتجول في هذا العالم وتقديم محاضرات.
الاندماج في تجربة الواقع الافتراضي
يكون الاندماج في تجربة الواقع الافتراضي معيارًا هامًا في نجاحها، حيث يتوجب أن يشعر المستخدم أنه حقًا ضمن ذلك العالم الافتراضي، ولتحسين ذلك الاحساس يستخدم العديد من التقنيات والمفاهيم منها:
• محتوى الواقع: حيث تعتبر العناصر المتواجدة في المشاهد وتناسب أحجامها والمواد المصنوعة منها وكل التفاصيل المتعلقة بالتصميم عنصرًا هامًا ورئيسيًا لتجربة واقع افتراضي جيدة.
• أدوات التحكم: تحوي بعض النظارات على أزرار تحكم بالتجربة، ويتم إلحاق أجهزة إضافية في بعض أنواع النظارات مثل تلك التي ترتبط باليدين وتتبع حركتها، حيث يتم أخذ إشارات منها لتحصل عمليات تفاعل مثل إطلاق النار من بندقية مثلًا.
• العرض: وهو جزء من النظارة مختص بعرض الصور بشكل منفصل لكل عين، وفي بعض أنواع النظارات يكون العرض باستخدام هاتف محمول يدعم تقنية الواقع الافتراضي ومثبت عليه برنامج واقع افتراضي.
• العدسات: تشمل نظارات الواقع الافتراضي عدسات تتوضع أمام العينين مهمتها تحسين الرؤية بحيث تبدو البيئة حقيقية، وهي هامة لحماية العينين أيضاً.
• مجال الرؤية: مجال الرؤية المثالي هنا هو بالطبع 360 درجة، وبما أن الرأس لا يمكنه الالتفاف بهذه الدرجة يتم في بعض الاحيان خلق محتوى مع قابلة دوران 100-120 درجة ويساعد في تحسين الاندماج.
• معدل الإطارات: أي تواتر الصور ضمن مجال الرؤية، وكلما كان هذا المعدل أكبر كلما كان الانغماس في التجربة أكبر، ويكون حوالي 60 – 120 إطار في الثانية للتجارب القوية والمؤثرة.
• حساسات تتبع الحركة: تحتاج عند الدخول إلى عالم افتراضي أن يكون قادرًا على تحسس لحظة تحريك الرأس وجهته، بالإضافة إلى تحريك يديك وجسدك، وفي بعض الأحيان يرتبط ذلك مع أجهزة VR PlayStation.
• الصوت: توفير الصوت وتوزيعه بشكل ثلاثي الأبعاد عن طريق السماعات الخاصة بالنظارة أو سماعات خارجية هو جزء هام جداً لتحسين شعور الاندماج في الواقع الافتراضي.
على الرغم من فاعلية الواقع الافتراضي وأهميته في مجال التعليم والتدريب وغيره من المجالات المهمة، إلا إنه لا يخلو من السلبيات التي تعيق من عملية استخدامه فقد نعاني من محدودية استخدام الواقع الافتراضي نتيجة للتكاليف المبدئية الباهظة عند شراء الأجهزة المطلوبة وارتفاع سعر تكلفة إنتاج البرامج الافتراضية، بالإضافة إلى محدودية تأثير الحواس الخمس في نظام الواقع الافتراضي، الذي لا يتجاوز في استخدامه إلا حاسة السمع والبصر واللمس، ولكن ربما ستظهر مستجدات أخرى تستخدم الحواس الأخرى مستقبلًا.